مملكة الياسر العظمة لعلوم الفلك والروحانيات Astronomy and Spirituality treat all kinds of magic
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مملكة الياسر العظمة لعلوم الفلك والروحانيات Astronomy and Spirituality treat all kinds of magic


الرئيسيةalyasserأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بك يازائر فى مملكة الياسر العظمة لعلوم الفلك والروحانيات والعلاج بالقران والاعشاب نقوم بادن الله بعلاج جميع انواع السحر السحر العلوى والسحر السفلى المحروق والمرشوش والمدفون والماكول والمشروب وسحر التخيل وسحر الجنون وسحر الهواتف والرقية الشرعية دكتورة فى علوم الفلك والروحانيات للتواصل معنا والاستعلام على الايميل Sakr11111@yahoo.com

 

 تفسير ابن كثير3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sakr
المدير العام
المدير العام
sakr


ذكر عدد المساهمات : 1794
تاريخ التسجيل : 19/06/2011

تفسير ابن كثير3 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير ابن كثير3   تفسير ابن كثير3 Icon_minitime1الأربعاء يونيو 22, 2011 5:36 am

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)

يقول تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي: غَطوا الحق وستروه، وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك، سواء عليهم إنذارك وعدمه، فإنهم لا يؤمنون بما جئتهم به، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ [يونس: 96، 97] وقال في حق المعاندين من أهل الكتاب: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ الآية [البقرة: 145] أي: إن من كتب الله عليه الشقاوة فلا مُسْعِد له، ومن أضلَّه فلا هادي له، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وبلّغهم الرّسالة، فمن استجاب لك فله الحظ الأوفر، ومن تولى فلا تحزن عليهم ولا يُهْمِدَنَّك ذلك؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ [الرعد: 40]، و إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود: 12] .

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرصُ أن يؤمن جميع النَّاس ويُتَابعوه على الهدى، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادةُ في الذكر الأوّل، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاوة في الذكر الأوّل.

وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي: بما أنـزل إليك، وإن قالوا: إنَّا قد آمنا بما جاءنا قبلك ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) أي: إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك، وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق، فقد كفروا بما جاءك، وبما عندهم مما جاءهم به غيرك، فكيف يسمعون منك إنذارًا وتحذيرًا، وقد كفروا بما عندهم من علمك؟!

وقال أبو جعفر الرّازي، عن الرّبيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: نـزلت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب، وهم الذين قال الله فيهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا [إبراهيم: 28، 29] .

والمعنى الذي ذكرناه أوّلا وهو المروي عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة، أظهر، ويفسر ببقية الآيات التي في معناها، والله أعلم.

وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثًا، فقال: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني عبد الله بن المغيرة، عن أبي الهيثم عن عبد الله بن عمرو، قال: قيل: يا رسول الله، إنَّا نقرأ من القرآن فنرجو، ونقرأ فنكاد أن نيأس، فقال: "ألا أخبركم"، ثم قال: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) هؤلاء أهل النار". قالوا: لسنا منهم يا رسول الله؟ قال: "أجل" .

"< 1-174 >"

[وقوله: ( لا يُؤْمِنُونَ ) محله من الإعراب أنه جملة مؤكدة للتي قبلها: ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) أي هم كفار في كلا الحالين؛ فلهذا أكد ذلك بقوله: ( لا يُؤْمِنُونَ ) ويحتمل أن يكون ( لا يُؤْمِنُونَ ) خبرًا لأن تقديره: إن الذين كفروا لا يؤمنون، ويكون قوله: ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ) جملة معترضة، والله أعلم] .

خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)

قال السّدي: ( خَتَمَ اللَّهُ ) أي: طبع الله، وقال قتادة في هذه الآية: استحوذ عليهم الشيطان إذ أطاعوه؛ فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون.

وقال ابن جُرَيْج: قال مجاهد: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) قال: نبئت أن الذنوب على القلب تحف به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبع، والطبع الختم، قال ابن جريج: الختم على القلب والسمع.

قال ابن جُرَيْج: وحدثني عبد الله بن كَثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: الرّانُ أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الأقفال، والأقفال أشد ذلك كله.

وقال الأعمش: أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذه -يعني: الكف-فإذا أذنب العبد ذنبًا ضُمَّ منه، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضَمّ. وقال بأصبع أخرى، فإذا أذنب ضُمّ. وقال بأصبع أخرى هكذا، حتى ضم أصابعه كلها، ثم قال : يطبع عليه بطابع.

وقال مجاهد: كانوا يرون أن ذلك: الرين.

ورواه ابن جرير: عن أبي كُرَيْب، عن وَكِيع، عن الأعمش، عن مجاهد، بنحوه.

وقال ابن جرير: وقال بعضهم: إنما معنى قوله: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) إخبار من الله عن تكبرهم، وإعراضهم عن الاستماع لما دُعُوا إليه من الحق، كما يقال: إن فلانًا لأصَمّ عن هذا الكلام، إذا امتنع من سماعه، ورفع نفسه عن تفهمه تكبرًا.

قال: وهذا لا يصح؛ لأن الله قد أخبر أنه هو الذي ختم على قلوبهم وأسماعهم.

(قلت): وقد أطنب الزمخشري في تقرير ما رده ابن جرير هاهنا وتأول الآية من خمسة أوجه وكلها ضعيفة جدًا، وما جرأه على ذلك إلا اعتزاله؛ لأن الختم على قلوبهم ومنعها من وصول الحق إليها قبيح عنده -تعالى الله عنه في اعتقاده-ولو فهم قوله تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وقوله وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى إنما ختم على قلوبهم وحال بينهم وبين الهدى جزاءً وفاقًا على تماديهم في الباطل وتركهم الحق، وهذا عدل منه تعالى حسن وليس بقبيح، فلو أحاط علمًا بهذا لما قال ما قال، والله أعلم.

قال القرطبي: وأجمعت الأمة على أن الله عز وجل قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم كما قال: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ وذكر حديث تقليب القلوب: "ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك"، وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها "< 1-175 >" نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباد كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا" الحديث.

قال والحق عندي في ذلك ما صَحّ بنظيره الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما حدثنا به محمد بن بشار، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا ابن عَجْلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمSadإن المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نُكْتة سوداء في قلبه فإن تاب ونـزعَ واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي قال الله تعالى: كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين: 14] ) .

وهذا الحديث من هذا الوجه قد رواه الترمذي والنسائي، عن قتيبة، عن الليث بن سعد، وابن ماجه عن هشام بن عمار عن حاتم بن إسماعيل والوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، به .

وقال الترمذي: حسن صحيح.

ثم قال ابن جرير: فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذ الختم من قبل الله تعالى والطبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلك، ولا للكفر عنها مخلص، فذلك هو الختم والطبع الذي ذكر في قوله تعالى: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) نظير الطبع والختم على ما تدركه الأبصار من الأوعية والظروف، التي لا يوصل إلى ما فيها إلا بفض ذلك عنها ثم حلها، فكذلك لا يصل الإيمان إلى قلوب من وصف الله أنه ختم على قلوبهم وعلى سمعهم إلا بعد فض خاتمه وحَلّه رباطه [عنها] .

واعلم أن الوقف التام على قوله تعالى: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) ، وقوله ( وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ) جملة تامة، فإن الطبع يكون على القلب وعلى السمع، والغشاوة -وهي الغطاء-تكون على البصر، كما قال السدي في تفسيره عن أبي مالك، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) يقول: فلا يعقلون ولا يسمعون، ويقول: وجعل على أبصارهم غشاوة، يقول: على أعينهم فلا يبصرون.

قال ابن جرير: حدثني محمد بن سعد حدثنا أبي، حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس: ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) والغشاوة على أبصارهم.

وقال: حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، يعني ابن داود، وهو سُنَيد، حدثني حجاج، وهو ابن محمد الأعور، حدثني ابن جريج قال : الختم على القلب والسمع، والغشاوة على البصر، قال الله تعالى : فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ [الشورى: 24]، وقال وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً [الجاثية: 23] .

"< 1-176 >"

قال ابن جرير: ومن نصب غشاوة من قوله تعالى: ( وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ) يحتمل أنه نصبها بإضمار فعل، تقديره: وجعل على أبصارهم غشاوة، ويحتمل أن يكون نصبها على الإتباع، على محل ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) كقوله تعالى: وَحُورٌ عِينٌ [الواقعة: 22]، وقول الشاعر:

عَلَفْتُهـــا تبنًــا ومــاء بــاردًا





حــتى شَــتتْ هَمَّالَــةً عيناهــا

وقال الآخر:

ورأيــت زَوْجَــك فــي الـوغى





متقلِّــــدًا ســــيفًا ورُمْحًـــا

تقديره: وسقيتها ماء باردًا، ومعتَقِلا رمحًا.

لما تقدم وصف المؤمنين في صدر السورة بأربع آيات، ثم عرّف حال الكافرين بهاتين الآيتين، شرع تعالى في بيان حال المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ولما كان أمرهم يشتبه على كثير من الناس أطنب في ذكرهم بصفات متعددة، كل منها نفاق، كما أنـزل سورة براءة فيهم، وسورة المنافقين فيهم، وذكرهم في سورة النور وغيرها من السور، تعريفا لأحوالهم لتجتنب، ويجتنب من تلبس بها أيضًا، فقال تعالى:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (Cool يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)

النفاق: هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي، وهو الذي يخلد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب، كما سيأتي تفصيله في موضعه، إن شاء الله تعالى، وهذا كما قال ابن جريج: المنافق يخالف قَوْلُه فِعْلَهُ، وسِرّه علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مَغِيبه.

وإنما نـزلت صفات المنافقين في السّور المدنية؛ لأن مكة لم يكن فيها نفاق، بل كان خلافه، من الناس من كان يظهر الكفر مُسْتَكْرَها، وهو في الباطن مؤمن، فلمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان بها الأنصار من الأوس والخزرج، وكانوا في جاهليتهم يعبدون الأصنام، على طريقة مشركي العرب، وبها اليهود من أهل الكتاب على طريقة أسلافهم، وكانوا ثلاث قبائل: بنو قَيْنُقَاع حلفاء الخزرج، وبنو النَّضِير، وبنو قُرَيْظَة حلفاء الأوس، فلمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأسلم من أسلم "< 1-177 >" من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج، وقل من أسلم من اليهود إلا عبد الله بن سَلام، رضي الله عنه، ولم يكن إذ ذاك نفاق أيضا؛ لأنه لم يكن للمسلمين بعد شوكة تخاف، بل قد كان، عليه الصلاة والسلام، وَادَعَ اليهود وقبائل كثيرة من أحياء العرب حوالي المدينة، فلما كانت وقعة بدر العظمى وأظهر الله كلمته، وأعلى الإسلام وأهله، قال عبد الله بن أبيّ ابن سلول، وكان رأسا في المدينة، وهو من الخزرج، وكان سيد الطائفتين في الجاهلية، وكانوا قد عزموا على أن يملّكوه عليهم، فجاءهم الخير وأسلموا، واشتغلوا عنه، فبقي في نفسه من الإسلام وأهله، فلما كانت وقعة بدر قال: هذا أمر قد تَوَجَّه فأظهر الدخول في الإسلام، ودخل معه طوائف ممن هو على طريقته ونحلته، وآخرون من أهل الكتاب، فمن ثَمّ وُجِد النفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فأما المهاجرون فلم يكن فيهم أحد، لأنه لم يكن أحد يهاجر مكرَهًا، بل يهاجر ويترك ماله، وولده، وأرضه رغبة فيما عند الله في الدار الآخرة.

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكْرِمة، أو سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) يعني: المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم.

وكذا فسَّرها بالمنافقين أبو العالية، والحسن، وقتادة، والسدي.

ولهذا نبَّه الله، سبحانه، على صفات المنافقين لئلا يغترّ بظاهر أمرهم المؤمنون، فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم، وهم كفار في نفس الأمر، وهذا من المحذورات الكبار، أن يظن بأهل الفجور خَيْر، فقال تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) أي: يقولون ذلك قولا ليس وراءه شيء آخر، كما قال تعالى: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [المنافقون: 1] أي: إنما يقولون ذلك إذا جاؤوك فقط، لا في نفس الأمر؛ ولهذا يؤكدون في الشهادة بإن ولام التأكيد في خبرها؛ كما أكَّدوا قولهم: ( آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ ) وليس الأمر كذلك، كما أكْذبهم الله في شهادتهم، وفي خبرهم هذا بالنسبة إلى اعتقادهم، بقوله: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون: 1]، وبقوله ( وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ )

وقوله تعالى: ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) أي: بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك، وأن ذلك نافعهم عنده، وأنه يروج عليه كما يروج على بعض المؤمنين، كما قال تعالى: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ [المجادلة: 18]؛ ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله: ( وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) يقول: وما يَغُرُّون بصنيعهم ولا يخدعون إلا أنفسهم، وما يشعرون بذلك من أنفسهم، كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ [النساء: 142].

ومن القراء من قرأ: "وَمَا يُخَادِعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ"، وكلا القراءتين ترجع إلى معنى واحد.

"< 1-178 >"

قال ابن جرير: فإن قال قائل: كيف يكون المنافق لله وللمؤمنين مخادعًا، وهو لا يظهر بلسانه خلاف ما هو له معتقد إلا تقية؟

قيل: لا تمتنع العرب أن تسمي من أعطى بلسانه غير الذي في ضميره تقية، لينجو مما هو له خائف، مخادعا، فكذلك المنافق، سمي مخادعا لله وللمؤمنين، بإظهاره ما أظهر بلسانه تقية، مما تخلص به من القتل والسباء والعذاب العاجل، وهو لغير ما أظهر، مستبطن، وذلك من فعلِه -وإن كان خداعًا للمؤمنين في عاجل الدنيا-فهو لنفسه بذلك من فعله خادع، لأنه يُظْهِر لها بفعله ذلك بها أنَّه يعطيها أمنيّتها، ويُسقيها كأس سرورها، وهو موردها به حياض عطبها، ومُجرّعها بها كأس عذابها، ومُزيرُها من غضب الله وأليم عقابه ما لا قبَلَ لها به، فذلك خديعته نفسه، ظنًا منه -مع إساءته إليها في أمر معادها-أنه إليها محسن، كما قال تعالى: ( وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) إعلامًا منه عِبَادَه المؤمنين أنّ المنافقين بإساءتهم إلى أنفسهم في إسْخَاطهم عليها ربهم بكفرهم، وشكهم وتكذيبهم، غير شاعرين ولا دارين، ولكنهم على عمياء من أمرهم مقيمون .

وقال ابن أبي حاتم: أنبأنا عليّ بن المبارك، فيما كتب إليّ، حدثنا زيد بن المبارك، حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جُرَيْج، في قوله تعالى: ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ ) قال: يظهرون "لا إله إلا الله" يريدون أن يحرزوا بذلك دماءهم وأموالهم، وفي أنفسهم غير ذلك .

وقال سعيد، عن قتادة: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) نعت المنافق عند كثير: خَنعُ الأخلاق يصدّق بلسانه وينكر بقلبه ويخالف بعمله، يصبح على حال ويمسي على غيره، ويمسي على حال ويصبح على غيره، ويتكفأ تكفأ السفينة كلما هبَّت ريح هبّ معها.

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)

قال السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: شَكٌّ، ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ) قال: شكًّا.

وقال [محمد] بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عِكْرِمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس [في قوله] : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: شك.

"< 1-179 >"

وكذلك قال مجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وأبو العالية، والرّبيع بن أنس، وقتادة.

وعن عكرمة، وطاوس: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يعني: الرياء.

وقال الضحاك، عن ابن عباس: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: نفاق ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ) قال: نفاقا، وهذا كالأول.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) قال: هذا مرض في الدين، وليس مرضًا في الأجساد، وهم المنافقون. والمرض: الشك الذي دخلهم في الإسلام ( فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ) قال: زادهم رجسًا، وقرأ: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ [التوبة: 124، 125] قال: شرًا إلى شرهم وضلالة إلى ضلالتهم.

وهذا الذي قاله عبد الرحمن، رحمه الله، حسن، وهو الجزاء من جنس العمل، وكذلك قاله الأولون، وهو نظير قوله تعالى أيضًا: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ [محمد: 17].

وقوله ( بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) وقرئ: "يكذّبون"، وقد كانوا متصفين بهذا وهذا، فإنهم كانوا كذبة يكذبون بالحق يجمعون بين هذا وهذا. وقد سئل القرطبي وغيره من المفسرين عن حكمة كفه، عليه السلام، عن قتل المنافقين مع علمه بأعيان بعضهم، وذكروا أجوبة عن ذلك منها ما ثبت في الصحيحين: أنه قال لعمر: "أكره أن يتحدث العرب أن محمدًا يقتل أصحابه" ومعنى هذا خشية أن يقع بسبب ذلك تغير لكثير من الأعراب عن الدخول في الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم، وأن قتله إياهم إنما هو على الكفر، فإنهم إنما يأخذونه بمجرد ما يظهر لهم فيقولون: إن محمدًا يقتل أصحابه، قال القرطبي: وهذا قول علمائنا وغيرهم كما كان يعطي المؤلفة قلوبهم مع علمه بشر اعتقادهم. قال ابن عطية: وهي طريقة أصحاب مالك نص عليه محمد بن الجهم والقاضي إسماعيل والأبهري وابن الماجشون. ومنها: ما قال مالك، رحمه الله: إنما كف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ليبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه.

قال القرطبي: وقد اتفق العلماء عن بكرة أبيهم على أن القاضي لا يقتل بعلمه، وإن اختلفوا في سائر الأحكام، قال: ومنها ما قال الشافعي: إنما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأن ما يظهرونه يجبّ ما قبله. ويؤيد هذا قوله، عليه الصلاة والسلام، في الحديث المجمع على صحته في الصحيحين وغيرهما: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله، عز وجل" . ومعنى هذا: أن من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهرًا، فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدار الآخرة، وإن لم يعتقدها لم ينفعه في الآخرة جريان الحكم عليه في الدنيا، وكونه كان "< 1-180 >" خليط أهل الإيمان يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ الآية [الحديد: 14]، فهم يخالطونهم في بعض المحشر، فإذا حقت المحقوقية تميزوا منهم وتخلفوا بعدهم وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ [سبأ: 54] ولم يمكنهم أن يسجدوا معهم كما نطقت بذلك الأحاديث، ومنها ما قاله بعضهم: أنه إنما لم يقتلهم لأنه كان يخاف من شرهم مع وجوده، عليه السلام، بين أظهرهم يتلو عليهم آيات الله مبينات، فأما بعده فيقتلون إذا أظهروا النفاق وعلمه المسلمون، قال مالك: المنافق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الزنديق اليوم. قلت: وقد اختلف العلماء في قتل الزنديق إذا أظهر الكفر هل يستتاب أم لا. أو يفرق بين أن يكون داعية أم لا أو يتكرر منه ارتداده أم لا أو يكون إسلامه ورجوعه من تلقاء نفسه أو بعد أن ظهر عليه؟ على أقوال موضع بسطها وتقريرها وعزوها كتاب الأحكام.

(تنبيه) قول من قال: كان عليه الصلاة والسلام يعلم أعيان بعض المنافقين إنما مستنده حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقًا في غزوة تبوك الذين هموا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلماء الليل عند عقبة هناك؛ عزموا على أن ينفروا به الناقة ليسقط عنها فأوحى الله إليه أمرهم فأطلع على ذلك حذيفة. ولعل الكف عن قتلهم كان لمدرك من هذه المدارك أو لغيرها والله أعلم.

فأما غير هؤلاء فقد قال تعالى: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ الآية، وقال تعالى: لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا ففيها دليل على أنه لم يغر بهم ولم يدرك على أعيانهم وإنما كانت تذكر له صفاتهم فيتوسمها في بعضهم كما قال تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وقد كان من أشهرهم بالنفاق عبد الله بن أبي بن سلول وقد شهد عليه زيد بن أرقم بذلك الكلام الذي سبق في صفات المنافقين ومع هذا لما مات [صلى عليه] صلى الله عليه وسلم وشهد دفنه كما يفعل ببقية المسلمين، وقد عاتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه فقال: "إني أكره أن تتحدث العرب أن محمدًا يقتل أصحابه" وفي رواية في الصحيح "إني خيرت فاخترت" وفي رواية "لو أني أعلم لو زدت على السبعين يغفر الله له لزدت".

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)

قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مُرّة الطيب الهمداني، عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) أما لا تفسدوا في الأرض، قال: الفساد هو الكفر، والعمل بالمعصية.

وقال أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله تعالى: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ ) قال: يعني: لا تعصُوا في الأرض، وكان فسادهم ذلك معصية الله؛ لأنه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله، فقد أفسد في الأرض؛ لأن صلاح الأرض والسماء بالطَّاعة.

وهكذا قال الربيع بن أنس، وقتادة.

وقال ابن جُرَيْج، عن مجاهد: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ ) قال: إذا ركبوا معصية الله، فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنما نحن على الهدى، مصلحون.

"< 1-181 >"

وقد قال وَكِيع، وعيسى بن يونس، وعثَّام بن علي، عن الأعمش، عن المِنْهَال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن سلمان الفارسي: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) قال سلمان: لم يجئ أهل هذه الآية بعد.

وقال ابن جرير: حدثني أحمد بن عثمان بن حَكيم، حدثنا عبد الرحمن بن شَريك، حدثني أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب وغيره، عن سلمان، في هذه الآية، قال: ما جاء هؤلاء بَعْدُ .

قال ابن جرير: يحتمل أن سلمان أراد بهذا أن الذين يأتون بهذه الصفة أعظم فسادًا من الذين كانوا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، لا أنه عنى أنه لم يمض ممن تلك صفته أحد .

قال ابن جرير: فأهل النفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربهم، وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه، وتضييعهم فرائضه، وشكّهم في دينه الذي لا يُقْبَلُ من أحد عمل إلا بالتصديق به والإيقان بحقيقته، وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشك والريب، ومظاهرتهم أهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على أولياء الله، إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا. فذلك إفساد المنافقين في الأرض، وهم يحسبون أنهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها .

وهذا الذي قاله حسن، فإن من الفساد في الأرض اتخاذ المؤمنين الكافرين أولياء، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال: 73] فقطع الله الموالاة بين المؤمنين والكافرين كما قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا [النساء: 144] ثم قال: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء: 145] فالمنافق لما كان ظاهره الإيمان اشتبه أمره على المؤمنين، فكأن الفساد من جهة المنافق حاصل؛ لأنه هو الذي غَرّ المؤمنين بقوله الذي لا حقيقة له، ووالى الكافرين على المؤمنين، ولو أنه استمر على حالته الأولى لكان شرّه أخف، ولو أخلص العمل لله وتطابق قوله وعمله لأفلح وأنجح؛ ولهذا قال تعالى: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) أي: نريد أن نداري الفريقين من المؤمنين والكافرين، ونصطلح مع هؤلاء وهؤلاء، كما قال محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) أي: إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. يقول الله: ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) يقول: ألا إن هذا الذي يعتمدونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد، ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادًا.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)

يقول [الله] تعالى: وإذا قيل للمنافقين: ( آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ ) أي: كإيمان الناس بالله وملائكته "< 1-182 >" وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والجنَّة والنَّار وغير ذلك، مما أخبر المؤمنين به وعنه، وأطيعوا الله ورسوله في امتثال الأوامر وترك الزواجر ( قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ) يعنون -لعنهم الله-أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم، قاله أبو العالية والسدي في تفسيره، بسنده عن ابن عباس وابن مسعود وغير واحد من الصحابة، وبه يقول الربيع بن أنس، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم، يقولون: أنصير نحن وهؤلاء بمنـزلة واحدة وعلى طريقة واحدة وهم سفهاء!!

والسفهاء: جمع سفيه، كما أن الحكماء جمع حكيم [والحلماء جمع حليم] والسفيه: هو الجاهل الضعيف الرّأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار؛ ولهذا سمى الله النساء والصبيان سفهاء، في قوله تعالى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا [النساء: 5] قال عامة علماء السلف: هم النساء والصبيان.

وقد تولى الله، سبحانه، جوابهم في هذه المواطن كلها، فقال ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ ) فأكد وحصر السفاهة فيهم.

( وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ ) يعني: ومن تمام جهلهم أنهم لا يعلمون بحالهم في الضلالة والجهل، وذلك أردى لهم وأبلغ في العمى، والبعد عن الهدى.

وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)

يقول [الله] تعالى: وإذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنين قالوا: ( آمَنَّا ) أي: أظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة، غرورًا منهم للمؤمنين ونفاقا ومصانعة وتقية، ولِيَشركوهم فيما أصابوا من خير ومغنم، ( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ) يعني: وإذا انصرفوا وذهبوا وخلصوا إلى شياطينهم. فضمن ( خَلَوْا ) معنى انصرفوا؛ لتعديته بإلى، ليدل على الفعل المضمر والفعل الملفوظ به. ومنهم من قال: "إلى" هنا بمعنى "مع"، والأول أحسن، وعليه يدور كلام ابن جرير.

وقال السدي عن أبي مالك: ( خَلَوْا ) يعني: مضوا، و ( شَيَاطِينِهِمْ ) يعني: سادتهم وكبراءهم ورؤساءهم من أحبار اليهود ورؤوس المشركين والمنافقين.

قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة عن ابن مسعود، عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ) يعني: هم رؤوسهم من الكفر.

وقال الضحاك عن ابن عباس: وإذا خلوا إلى أصحابهم، وهم شياطينهم.

وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عِكْرِمة أو سعيد بن جُبَيْر، عن ابن

"< 1-183 >" عباس: ( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ) من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول.

وقال مجاهد: ( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ) إلى أصحابهم من المنافقين والمشركين.

وقال قتادة: ( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ) قال: إلى رؤوسهم، وقادتهم في الشرك، والشر.

وبنحو ذلك فسَّره أبو مالك، وأبو العالية والسدي، والرّبيع بن أنس.

قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مَرَدَتُه، وتكون الشياطين من الإنس والجن، كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [الأنعام: 112] .

وفي المسند عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن". فقلت: يا رسول الله، وللإنس شياطين؟ قال: "نعم" .

وقوله تعالى: ( قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ) قال محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أي إنا على مثل ما أنتم عليه ( إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) أي: إنما نحن نستهزئ بالقوم ونلعب بهم.

وقال الضحاك، عن ابن عباس: قالوا إنما نحن مستهزئون ساخرون بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

وكذلك قال الرّبيع بن أنس، وقتادة.

وقوله تعالى جوابًا لهم ومقابلة على صنيعهم: ( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

وقال ابن جرير: أخبر الله تعالى أنه فاعل بهم ذلك يوم القيامة، في قوله: يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ الآية [الحديد: 13]، وقوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [آل عمران: 178]. قال: فهذا وما أشبهه، من استهزاء الله، تعالى ذكره، وسخريته ومكره وخديعته للمنافقين، وأهل الشرك به عند قائل هذا القول، ومتأول هذا التأويل.

قال: وقال آخرون: بل استهزاؤه بهم توبيخه إياهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به.

قال: وقال آخرون: هذا وأمثاله على سبيل الجواب، كقول الرّجل لمن يخدعه إذا ظفر به: أنا الذي خدعتك. ولم تكن منه خديعة، ولكن قال ذلك إذ صار الأمر إليه، قالوا: وكذلك قوله: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [آل عمران: 54] و ( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) على الجواب، والله "< 1-184 >" لا يكون منه المكر ولا الهزء، والمعنى: أن المكر والهُزْء حَاق بهم.

وقال آخرون: قوله: ( إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) وقوله يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ [النساء: 142]، وقوله فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ [التوبة: 79] و نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة: 67] وما أشبه ذلك، إخبار من الله تعالى أنه يجازيهم جَزَاءَ الاستهزاء، ويعاقبهم عقوبة الخداع فأخرج خبره عن جزائه إياهم وعقابه لهم مُخرج خبره عن فعلهم الذي عليه استحقوا العقاب في اللفظ، وإن اختلف المعنيان كما قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى: 40] وقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ [البقرة: 194]، فالأول ظلم، والثاني عدل، فهما وإن اتفق لفظاهما فقد اختلف معناهما.

قال: وإلى هذا المعنى وَجَّهوا كل ما في القرآن من نظائر ذلك.

قال: وقال آخرون: إن معنى ذلك: أنّ الله أخبر عن المنافقين أنهم إذا خَلَوا إلى مَرَدَتِهم قالوا: إنا معكم على دينكم، في تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، وإنما نحن بما يظهر لهم -من قولنا لهم: صدقنا بمحمد، عليه السلام، وما جاء به مستهزئون؛ فأخبر الله تعالى أنه يستهزئ بهم، فيظهر لهم من أحكامه في الدنيا، يعني من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف الذي لهم عنده في الآخرة، يعني من العذاب والنكال .

ثم شرع ابن جرير يوجه هذا القول وينصره؛ لأن المكر والخداع والسخرية على وجه اللعب والعبث منتف عن الله، عز وجل، بالإجماع، وأما على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمتنع ذلك.

قال: وبنحو ما قلنا فيه روي الخبر عن ابن عباس: حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا عثمان، حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، في قوله تعالى: ( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) قال: يسخر بهم للنقمة منهم.

وقوله تعالى: ( وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) قال السدي: عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة، عن ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة [قالوا] يَمدهم: يملي لهم.

وقال مجاهد: يزيدهم.

قال ابن جرير: والصواب يزيدهم على وجه الإملاء والترك لهم في عُتُوّهم وتَمَرّدهم، كما قال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام: 110] .

"< 1-185 >"

والطغيان: هو المجاوزة في الشيء. كما قال: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ [الحاقة: 11]، وقال الضحاك، عن ابن عباس: ( فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) في كفرهم يترددون.

وكذا فسره السدي بسنده عن الصحابة، وبه يقول أبو العالية، وقتادة، والرّبيع بن أنس، ومجاهد، وأبو مالك، وعبد الرحمن بن زيد: في كفرهم وضلالتهم.

قال ابن جرير: والعَمَه: الضلال، يقال: عمه فلان يَعْمَه عَمَهًا وعُمُوهًا: إذا ضل.

قال: وقوله: ( فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) في ضلالهم وكفرهم الذي غمرهم دَنَسُه، وعَلاهم رجْسه، يترددون [حيارى] ضُلالا لا يجدون إلى المخرج منه سبيلا؛ لأن الله تعالى قد طبع على قلوبهم وختم عليها، وأعمى أبصارهم عن الهدى وأغشاها، فلا يبصرون رُشْدًا، ولا يهتدون سبيلا.

[وقال بعضهم: العمى في العين، والعمه في القلب، وقد يستعمل العمى في القلب -أيضا-: قال الله تعالى: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج: 46] ويقال: عمه الرجل يعمه عموها فهو عمه وعامه، وجمعه عمّه، وذهبت إبله العمهاء: إذا لم يدر أين ذهبت .

أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)

قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مُرّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى ) قال: أخذوا الضلالة وتركوا الهدى.

وقال [محمد] بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى ) أي: الكفر بالإيمان.

وقال مجاهد: آمنوا ثمّ كفروا.

وقال قتادة: استحبوا الضلالة على الهدى [أي: الكفر بالإيمان] . وهذا الذي قاله قتادة يشبهه في المعنى قوله تعالى في ثمود: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى [فصلت: 17] .

وحاصل قول المفسرين فيما تقدم: أن المنافقين عَدَلوا عن الهدى إلى الضلال، واعتاضوا عن الهدى بالضلالة، وهو معنى قوله تعالى: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى ) أي بذلوا الهدى ثمنا للضلالة، وسواء في ذلك من كان منهم قد حصل له الإيمان ثم رجع عنه إلى الكفر، كما قال "< 1-186 >" تعالى فيهم: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ [المنافقون: 3]، أو أنهم استحبوا الضلالة على الهدى، كما يكون حال فريق آخر منهم، فإنهم أنواع وأقسام؛ ولهذا قال تعالى: ( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) أي: ما ربحت صفقتهم في هذه البيعة، ( وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) أي: راشدين في صنيعهم ذلك.

قال ابن جرير: حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة ( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) قد -والله-رأيتموهم خرجوا من الهدى إلى الضلالة، ومن الجماعة إلى الفرقة، ومن الأمن إلى الخوف، ومن السنة إلى البدعة. وهكذا رواه ابن أبي حاتم، من حديث يزيد بن زُرَيْع، عن سعيد، عن قتادة، بمثله سواء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyasser.mam9.com
sakr
المدير العام
المدير العام
sakr


ذكر عدد المساهمات : 1794
تاريخ التسجيل : 19/06/2011

تفسير ابن كثير3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ابن كثير3   تفسير ابن كثير3 Icon_minitime1الأحد أكتوبر 23, 2011 3:58 pm

Those who disbelieve, whether or not they Oondhirthm warning them do not believe in (6)

Allah
says: (Those who disbelieve), ie, covered the right and Stroh, wrote
God for them, whether they alert you and whether or not, they do not
believe in what Jithm him, as he says: that those who caused them the
word of your Lord do not believe in * even came to every verse until
they see painful torment [Yunus: 96.97] He said in the right of the
stubborn people of the book: While I came to those who were given the
book each verse is followed kiss verse [al-Baqarah: 145] ie, that the
books of Allah be upon him sorrow not Massad him, and lost it there guide
him, do not you go yourself to them sorrows, and reached them the
message, it responded to you he best chance, and took not grieve for
them and Émdnk it; I just you author and we account [Thunder: 40], and
you are only harbinger of God and of all things. [Hood : 12].

Ali
ibn Abi Talha, from Ibn Abbas says: (Those who disbelieve, whether they
Oondhirthm or not telling them do not believe) said: The Messenger of
Allah peace be upon him eager to believe in all people and Itapauh the
guidance, and he told God that he does not believes only God who has the happiness in the first male, not only had lost to him by God in a miserable first male.

Said
Mohamed Ibn Ishaq: Tell me Muhammad ibn Abi Mohammed, for Ikrima, or
Saeed bin Jubayr from Ibn Abbas: (The unbelievers), namely: what was
revealed to you, but they said I have a safe as we received the Game
(whether they Oondhirthm or not telling them do
not believe) any, they have disbelieved in what they have of fame, and
rejected what he took them from the Charter, has disbelieved in what
comes to you, and what they had, which came to them by someone else, how
can you hear the warning and warning, has disbelieved in what they have
of your knowledge?!

Abu
Jafar al-Razi, for spring ibn Anas, Abu high, he said: I got these two
verses in the leaders of parties, and who God said to them: Have you not
seen those who have changed the grace of God, Kafra and Ohaloua their
people house ruin * hell would offer it [Ibrahim: 28.29 .

The
meaning which we mentioned above is narrated from Ibn 'Abbas' Ali ibn
Abi Talha, Show, and the rest of the verses that explain the meaning,
and God knows best.

It
was reported by Ibn Abi Hatim here recently, he said: Tell my father,
Yahya bin Othman bin Saleh Al-Masri, told us my father, told us the son
of Lahee'ah, Tell me Abdullah bin marauding, that Abu al-Haytham
Abd-Allaah ibn 'Amr said, it was said: O Messenger of Allah I
read from the Koran please, read Venkad to despair, he said: "I not
tell you," and then said: (Those who disbelieve, whether they Oondhirthm
or not telling them do not believe) these people of Hell. "They said:
We are not them, O Messenger of God? said: "Yes."

"<1-174>"

[And
saying: (do not believe) replaced by the expression that inter
confirmed to that before: (whether they Oondhirthm or not telling them
do not believe) which are infidels in both cases; Hence confirmed this
by saying: (do not believe) and is likely to be (do not believe) news because
the appreciation: those who disbelieve do not believe, and be saying
(whether or not they Oondhirthm warning them) among other contestant,
and God knows best.

The seal of God on their hearts and their hearing and their eyes covered and have a great punishment (7)

Saddi
said: (the seal of God): the printing of God, and Qatada said in this
verse: they acquired the devil as obeyed him; Fajtm God on their hearts
and their hearing and their sight blurred, they do not see nor hear nor
Huda understand nor comprehend.

His
son Greg said Mujahid (the seal of God on their hearts) said: Nbit that
the sin of the heart fraught with all of its aspects so as to meet him,
Valtqaaha by copyright, Copyright and seal, the son of Greg: seal on
the heart and hearing.

Ibn
Greg: Yahya related to me many bin Abdullah, he heard a Mujahid says:
Arran easier than printing, and printing easier than padlocks, locks,
and most all of that.

The
mash: Arana Mujahid said his hand: they saw that the heart in such a - I
mean: stop - If a person sins, sin included him, and said little finger
Thus, if guilty included. The finger of the other, and if guilty included. The finger of the other so on, until his fingers are all included, and then said: it prints the character.

Mujahid said: They believe that: the Rhine.

And narrated by Ibn Jarir narrated that Abu crepe, and for Kia, the mash, the Mujahid, similar report.

And
Ibn Jarir said: Some of them said: 'The meaning of the words: (the seal
of God on their hearts) tell of God Tkbarham, and their reluctance to
listen to what they called him from the right, it is said: The So and so
for the deaf to these words, if he refuses to hear, and lift himself
from the Appreciation of arrogance.

He said: This is not true; because God has told us that He is the seal on their hearts and hear of.

(I):
The amplify Zamakhshari in determining response to Ibn Jarir here and
interpreted the verse of the five aspects are all very weak, and the
bolder the only retirement; because the seal on their hearts and prevent
the arrival of the right to foul him - the Almighty God bless him in
his belief - even if they meaning:
when they turned the path of Allaah their hearts and saying We confound
their hearts and their eyes also did not believe in him first, We let
in their insolence wandering blindly and so on of the verses function as
the Almighty but a seal on their hearts and prevented them from Huda
kicks in according to Tmadém in the wrong, and leave them right, and
this fair Him good and not Bakbih, Flo took note of this when he said what he said, and God knows best.

Al-Qurtubi
said: The ummah is agreed that God Almighty has described the same
stamp and printing on the hearts of the unbelievers reward for their
disbelief as he said, but printing is the disbelief and said recent turn
hearts: "O Mold hearts proved our hearts to your religion," stated
Hudhayfah which is in the right for Messenger
of Allah peace be upon him said: "The temptation was on their hearts
like a mat promises the heart of what promises to drink a joke jokes
black heart denied any" <1-175> ​​"jokes a joke, white, even
becoming the hearts: the white-Safa not harm him, such as sedition as long as the heavens and the earth, and the other black Mrpad Kalkoz Mjkhia known not known not deny evil "talk.

Said
right in my mind that that is true counterpart, the news from the
Messenger of Allah peace be upon him, which is narrated by Muhammad Bin
Bashar, told us Safwan bin Issa, told us I Ajlan, for Qaqaa, from Abu
Salih from Abu Hurayrah said: The Messenger of Allah peace
be upon him Sad that the insured if their fault was a black spot in his
heart if he repents and disarmament and Astattab refine his heart, and
increases until above the heart, that Arran, who said God: No, but ran
on their hearts what they earn [Mutaffifin: 14]).

This
is the modern face of this was narrated by al-Tirmidhi and women, for
Qutaiba, for al-Layth ibn Sa'd, and Ibn Majah from Hisham ibn Ammar
Hatem Ben Ismail and Waleed ibn Muslim, all three of Mohammed bin Ajlan,
it.

Al-Tirmidhi said it is hasan saheeh.

Then
Ibn Jarir said: so he told the Messenger of Allah peace be upon him to
sin, if followed by a series on their hearts closed and if closed comes
and then seal by God and printing, it is not of faith to conduct, nor
the Kafr her Savior, it is the seal and copyright mentioned in the said says:
(the seal of God on their hearts and their hearing) peer printing and
stamping on what aware sight of blood and the circumstances, that does
not lead to what is already there but broke up in it and then resolved,
so does not reach the faith to the hearts of the description of God is a
seal on their hearts and their hearing only ring after the break and dissolve untie [them].

Note
that the complete cessation of the verse: (the seal of God on their
hearts and their hearing), and saying (and on their eyes blurred) a
complete sentence, the printing is on the heart and the hearing, blurred
vision - the cover - be on the sight, as Saddi said in his Tafseer from
Abu Malik
from Abu Salih from Ibn Abbas, and the time-Hamdani, the son of
Massoud, and the people of the owners of the Messenger of Allah peace be
upon him in saying: (the seal of God on their hearts and their hearing)
says: do not comprehend or hear, he says, and make the blurred eyes, he says, their eyes do not see clearly.

Ibn
Jarir said: Tell me Mohammed bin Saad told us my father, my uncle told
me Hussein Bin Hassan, from his father, his grandfather, from Ibn Abbas
(the seal of God on their hearts and their hearing) on ​​their eyes and
blurred vision.

He
said: Tell us denominator, told us Hussein, which means son of David, a
snide, told me the pilgrims, the son of Muhammad-eyed, told me I'm Greg
said, the seal on the heart, hearing, blurred vision on the vision, God
said: the want of God stamped on your heart [consultation: 24], he concluded his hearing and his heart and make his vision blurred [The Kneeling: 23].

"<1-176>"

Ibn
Jarir said: It is set behind with the verse: (and on their eyes
blurred) may be that he pitched harboring reaction, appreciated: and
make the eyes mist, and is likely to be installed to be followed, on the
subject (and hearing) meaning: and Hur named the incident: 22], and the words of the poet:

Afattha repented and cold water





Even her eyes distracted Hmalh

Another man said:

I saw your husband in battle





Mottaglda sword and spear

Appreciation: Sagatha and cold water, and detainees spear.

The
above description of the faithful in the heart of Sura four verses, and
then define if the unbelievers these two verses, proceeded says in the
statement if the hypocrites who show faith and conceal in their hearts
disbelief, and when he ordered them to suspect a lot of people at length
mentioned in various capacities, each of hypocrisy, as it was revealed
Surat patent
them, hypocrites and Surat in them, and mentioned in Surat Al-Nur and
the other of the fence, for a definition of the conditions should avoid,
and avoid the wear that also, he says:

Some
people say: We believe in Allah and the Last Day and what they believe
not (Cool seek to deceive Allah and those who believe, and they only
deceive themselves, and feel (9)

Hypocrisy
is to show the good and the secrets of evil, he types: I think, is that
he will abide in Hell, my work is of the greatest sins, as will be
detailed in the position, by the will of God, which he said was the son
of Greg: hypocrite violates saying he did, and his secret Alanath , and the entrance is the director, and Mashahda absent.

But
revealed attributes of the hypocrites in the wall of Civil; because
Mecca was not the hypocrisy, but rather the opposite, people from the
kufr Mstla, which is in sub-believer, when he emigrated Messenger of
Allah peace be upon him to the city, and the supporters of the Aws and
Khazraj, They
were in Jahlithm worship of idols, the way the pagans Arabs and the
Jews of the book on the way their ancestors, and they were three tribes:
Banu allies of Khazraj and Banu, and the children of Qurayza allies of
Aws, when the Messenger of Allah peace be upon him the city, the safest
of the safest "<1-177>"
of supporters of the tribes of Aws and Khazraj, and tell of the safest
of the Jews, but Abdullah bin Salam, may Allah be pleased with him, not
because that hypocrisy as well; because it was not for the Muslims after
the fork is afraid, but has been, by prayer and
peace, and pray to the Jews and the tribes, many of the Arab
neighborhoods around the city, when he was the battle of Badr the Great
and God showed His Word, and the highest of Islam and its people, said
Abdullah bin Abi I Salool, and was head of the city, one of the Khazraj,
and was a master of both communities in ignorance, and they may determined
to be Amkouh them, came to them good and converted to Islam, and worked
with him, remained in the same of Islam and its people, and when he was
the battle of Badr, said: This is may be brought fully demonstrating to
enter Islam, and entered with the communities who is on his way and his
way, and others from the people of the book, it is Then
he found hypocrisy in the people of the city and the surrounding
Bedouins, either immigrants was not one of them, because it was not a
migrate under duress, but migrate and leave his money, and his son, and
his land the desire for God in the Hereafter.

Muhammad
bin Ishaq said: Tell me Muhammad ibn Abi Mohammed, for Ikrima, or Saeed
bin Jubayr from Ibn Abbas: (Some people say: We believe in Allah and
the Last Day and what they believe not) means: the hypocrites of the Aws
and Khazraj, and he was ordered.

As well as interpreted by Abu hypocrites, high-Hasan and Qatada, and Saddi.

This
warned of God, the Almighty, the attributes of the hypocrites in order
not to be deceived by the apparent meaning of ordered them to believers,
is located so much corruption do not guard them, and believe their
faith, while they are disbelievers in the same order, and this is
outweighed by the forbidden adult, to think that people of immorality is
good, God said: (It is People
say believe in Allah and the Last Day and what they believe not),
namely: say it in words is not behind something else, as he says: If it
comes to hypocrites they are seeing you for the Messenger of God [the
hypocrites: 1] no: but they say that if Jaúk only, not in the same it;
and this stress in the certificate that the L-emphasized in the
witnessed first; They also saying: (We believe in Allah and the Last
Day) and is not the case, as Okzbhm God in their testimony, and has
known this for their belief, saying: God bears witness that the
hypocrites are liars [hypocrites: 1 , and saying (and what they believe not)

The
Almighty said: (They think to beguile Allah and those who believe), ie,
by showing they have shown faith with their secrets disbelief, believe
ignorance they were deceived by God, and that Nafhm him, and he promotes
it also promotes some of the faithful, as he says: on Aboshm all God
Faihlfon Him
as they swear to you and think that they are something not they are the
liars [argument: 18]; This is interviewed on the belief that by saying:
(and only deceive themselves, and feel) says: What is luring Besnaahm
not only deceive themselves, and feel that way themselves, as He says: The hypocrites seek to deceive Allah, a Khadahm [women: 142].

The readers read: "The only deceiving themselves," and both readings due to one meaning.

"<1-178>"

Ibn
Jarir said: If someone were to say: how to be faithful to God and
hypocritical deceiver, a tongue does not appear contrary to what is only
a pious belief?

:
That is not to refrain Arabs to designate who gave his tongue is who is
in his conscience pious, to survive, which is a scared, deceptive, so
hypocritical, so-called deceptive God and the believers, demonstrating
that showed loud pious, which concludes its murder and Sba and suffering
soon, which is not what Show,
underlying, and so do - even if deception for the believers in urgent
world - it is the same so do deceptive, because it shows her to do so by
that it gives her wish, and Asagaha Cup pleased, a supplier by the
honor of in possession of, and Mejraha the Cup of her torment, and
Mazirha of God's
wrath and painful punishment is not before them by, it Khaddiath
himself, thinking of it - with his offense against them in order Maadha -
that it improved, and the Almighty said: (and only deceive themselves,
and feel) a notification of it believing slaves to the hypocrites having
abused themselves in Askhathm
disbelief upon their Lord, and doubt and discredit them, and Darren is
feeling, but they ordered them from the blind residents.

And
Ibn Abi Hatim: told us Ali bin Al-Mubarak, while written to me, told us
that Zayd ibn Mubarak, told of Mohammed Bin Thor, the son of Greg, in
the verse: (deceiving God) said, show "there is no god but Allah," They
want to be accomplishing so their blood and money, and in themselves otherwise.

Said,
for Qatada: (Some people say: We believe in Allah and the Last Day and
what they believe not * seek to deceive Allah and those who believe, and
they only deceive themselves, and feel) describing the hypocritical
when many: Khana ethics incredibly loud and deny his heart, and contrary
to his work, becomes the event of the evening on the other , and the evening event and become the other, and whenever the ship Atkvo Tikva Wind hp endowed with it.

Increased their disease in their hearts is a disease and they have a painful punishment because they lie (10)

Saddi
said, that Abu Malik and Abu Salih from Ibn Abbas, and the time-Hamdani
Ibn Massoud, and the people of the companions of the Prophet peace be
upon him in this verse: (in their hearts a disease) said: doubt,
(increased their is a disease) said: complained of.

He
[Muhammad] Ibn Ishaq, Muhammad ibn Abu Mohammed, for Ikrima, or Saeed
bin Jubayr from Ibn Abbas [the verse]: (a disease in their hearts) said:
doubt.

"<1-179>"

As well as the Mujahid said, 'Ikrimah, and Hasan al-Basri, Abu, high-Rabee' ibn Anas, and Qatada.

And Sabri, and Tawoos: (a disease in their hearts) means: showing off.

The
Aldhak, from Ibn Abbas: (a disease in their hearts) said: hypocrisy
(disease increased their God) said, hypocrisy, and this as the first.

Abdul-Rahman
bin Zayd bin Aslam: (a disease in their hearts) said: This is a disease
in religion, and not a disease in the bodies, and they are hypocrites. And
disease: the uncertainty of income in Islam (increased their is a
disease) said: bestowed abomination, and read: As for those who believe
Fsadthm believing they rejoice * Those who in their hearts a disease
Fsadthm abomination to Rgeshm [al-Tawbah: 124 125] said: evil to the
evil and misguidance to perversion.

This
is what Abdul-Rahman, may Allah have mercy on him, well, a box of sex
work, as well as the ancients said, a peer-verse as well: who guided
bestowed guidance and given them their piety [Muhammad: 17].

The
words (of what they are lying), and read: "lie," They were Mtsfin this
and this, they were lying, lie between the right to collect this and
this. Was
asked Qurtubi and other commentators about the wisdom of his hand,
peace be upon him, killing the hypocrites with the knowledge Boaaan some
of them, and stated answers for this, including what proved correct:
that he said to Umar: "I hate to talk to the Arabs that Muhammad kills
his companions," and the meaning of this fear that is located Because
of this change for many of Arabs to enter into Islam and do not know
the wisdom of killing them, and kill them but it is a blasphemy, they
are but they take it as soon as they show them they say that Muhammad
kills his companions, Al-Qurtubi said: This is the view of our
scientists and others, as he gave the author their hearts with the knowledge of human belief. Ibn
gift: a method stipulated by the owner of the owners of Muhammad bin
Ismail Jahm and the judge and the son and aortic Almajhun. Including:
what he said Malik, may Allah have mercy on him: but the palm of the
Messenger of Allah peace be upon him for the hypocrites to show the
nation that the ruling does not judge his knowledge.

Al-Qurtubi
said: The scholars are agreed on the reel of their father on the judge
does not kill his knowledge, even if they differ in other provisions, he
said, including what he said Shafie: but to prevent the Messenger of
Allah peace be upon him from killing the hypocrites that they they show
of Islam with science Bnvagahm; because what must they show earlier. Supports
this saying, peace be upon him, in modern complex on his health in the
correct and the other: "I have ordered to fight the people until they
say: there is no god but Allah, and if they said Asmoa me their blood
and their wealth but the right, and self to God, the Almighty." This
means that the one who said it had been the apparent rules of Islam,
the person believes he found the reward in the Hereafter, and if no
person believes will benefit him in the Hereafter, the flow of power in
the world, and he was "<1-180>" people of faith in a mixture name
was called and the pain we
you
said Yes, but you Vtantm yourselves and Trbestm and Artpettm and Grtkm
aspirations until he came to the command of Allah verse [iron: 14], they
Akhaltonhm in some of gathering, if sustained Almhakoukah excelled them
and stayed behind after them and tricks them and what they desire
[Saba: 54] were able to worship with them as
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyasser.mam9.com
 
تفسير ابن كثير3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير ابن كثير
» تفسير ابن كثير2
» تفسير ابن كثير 4
» تفسير ابن كثير9
» تفسير ابن كثير10

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة الياسر العظمة لعلوم الفلك والروحانيات Astronomy and Spirituality treat all kinds of magic :: الفئة الأولى :: قسم الأحاديث والتفسيروالعقيدة والسنة النبوية-
انتقل الى:  
Place holder for NS4 only
pubacademy.ace.st--!>
pubacademy.ace.st--!>